ميشيل سلغادو نجم الملوك: سألعب لأحد أندية دبي
يحظى فريق ريال مدريد بشعبية واسعة في إسبانيا وفي أرجاء العالم، ولهذا الفريق الملكي شعبية طاغية في وطننا العربي الكبير.. قدّم ريال مدريد عبر تاريخه العديد من النجوم، كما حقق بطولات كبيرة وحصد ألقاباً عديدة..
الفريق الملكي حلم المشاهير، ومَنْ يرتدي قميصه يشعر بفخر كبير، ومَنْ مرّ عبر بوابة سانتياغو برنابيه لاعباً أو مدرباً يدرك أنه توشّح بوشاح المجد وارتدى وسام الشرف، وبناء على هذه الحقيقة يسعى الكثيرون إلى تحقيق رغباتهم في اللعب مع هذا النادي العريق، وكذلك هناك مَنْ يُحزنه في عالم الاحتراف ترك هذا النادي مهما كانت الأسباب. وعلى مرّ التاريخ يحظى نجوم ريال مدريد، أينما حلّوا، باحترام الجماهير الكروية، لأن المتابعين يعرفون أن هذا النادي لا يقبل بأنصاف المواهب، بل لم يجرؤ أحد من الاقتراب من سياجه ما لم يكن قد امتلك عوامل الدخول والمشاركة وارتداء القميص الأبيض.
الإسباني ميشيل سلغادو واحد من اللاعبين الحاليين في قلعة ريال مدريد العامرة بالنجوم، الذي يحظى بحب الجماهير، فهو لاعب مقاتل كما يطلق عليه الاسبان لا يتهيّب المواجهات الصعبة، بل هو مَنْ يزرع الرعب في قلوب المنافسين. وإذا كان ريال مدريد مرعباً بالنسبة للمنافسين، فإن سلغادو وحده يوضع تحت نظر الخصوم، وأن الكثيرين من المهاجمين يعدّون الخطط للهرب من قوة وشراسة هذا النجم الذي يحول ابتسامته إلى غضب ووداعته إلى ثورة عندما تُطلق صافرة البداية. في برج العرب، زرع ميشيل سلغادو ابتسامة ظلت تدور في أروقة الفندق تحيّي الجميع وتردّ التحية للمحبين والأصدقاء والمعجبين. وفي باحة الاستقبال وعلى صوت خرير الماء، ولدت على شفتيه ابتسامة خاصة عندما حضرت «ماريا» زوجته وحبيبة قلبه.
جاء ضيفنا إلى دبي ليحتفل بأعياد الكريسماس، وليست هذه المرة الأولى، بل كان الموسم الماضي برفقة صديقه المقرب راؤول وعائلته.. على إيقاع ابتسامة إسبانية بدأنا الحوار: * كيف تصف لنا ريال مدريد حالياً؟ ـ يعيش فريقنا حالياً فترة جيدة، بل مرحلة عظيمة، وهي مواصلة لمسيرة ما بعد كابيللو.. لدينا مدرب متمكن يعرف ماذا يريد من الفريق ويعرف جيداً ماذا يريد الفريق منه. * هل تقصد أن شوستر سيحقق أحلام الريال؟ ـ على الرغم من وجود لاعبين جدد في صفوف فريقنا، إلا أن المدرب شوستر استطاع أن يخلق فريقاً متجانساً ويوسع الفارق مع غريمه برشلونة في الدوري.
لدينا الآن مجموعة متوازنة في التشكيلة، وخلال فترة بسيطة استطعنا أن نحقق نتائج إيجابية على أرضنا وفي الخارج، وتصدرنا مجموعتنا في دوري أبطال أوروبا بثلاث مرات فوز وتعادلين وخسارة واحدة.
* هل تعتقد أن ريال مدريد قادر على الحفاظ على الصدارة حتى نهاية الدوري؟
ـ نعم، لدي قناعة بأننا سنواصل تقدمنا، لأن عوامل هذا التقدم متوافرة، لدينا مدرب جيد، وتشكيلة متوازنة ومتجانسة، ورغبة قوية لدى اللاعبين بتحقيق المزيد من الإنجازات.
* كيف استنتجت هذه الصورة؟
ـ من يتابع تدريبات ريال مدريد الآن يدرك جيداً أن الفريق مصمم على تحقيق المزيد من البطولات، فضلاً عن الأجواء الجيدة والانسجام التام بين اللاعبين داخل الملعب وخارجه.
* كيف ترى برشلونة الغريم التقليدي في ظل طموحاتكم الكبيرة؟
ـ كنت أعتقد أن الفرق التي تنافسنا، برشلونة وفالنسيا وإشبيلية أيضاً، لكن برشلونة وفالنسيا لا يمران بمراحل جيدة الآن، وكذلك فريق إشبيلية لا يعمل جيداً.
* كيف ترى فارق «النقاط السبع» مع برشلونة؟
ـ هذا الفارق جيد مع فريق بحجم برشلونة، لكننا نجدّ ونجتهد من أجل تحقيق المزيد من النتائج الجيدة، وكما قلت لكم إن ريال مدريد في أفضل حالاته الآن.
* هل تعتقد أن الشهور الخمسة المقبلة ستكون سهلة عليكم؟
ـ أبداً، ستكون صعبة وعلينا أن نواصل استعداداتنا بصورة طيبة ونتسلّح لمواجهة المتغيرات والمفاجآت، ولا توجد مراحل سهلة في كرة القدم، لذا نحن نستعد لكل الظروف، وسنحاول تحقيق الانتصارات، لأن تاريخ ريال مدريد مطرّز بالفخر والبطولات والألقاب وخزائنه عامرة بالكؤوس.
مرحلة كابيللو
* كيف تصف مرحلة كابيللو؟
ـ عندما تم التعاقد مع المدرب الإيطالي كابيللو، كان فريقنا لم يحصل على بطولة لمدة ثلاث سنوات، وكان الفريق يحتاج إلى مدرب ذي شخصية قوية، وكابيللو حقق المطلوب من خلال تشكيل متجانس، وأعاد للفريق هيبته، ونحن نعترف بالعمل الكبير الذي قدمه خلال وجوده معنا، خاصة أنه عمل في فترة صعبة وحرجة للغاية، وقد جنينا ثمار عمل كابيللو وحققنا بطولة الدوري.
* لماذا إذن اختارت الإدارة شوستر؟
ـ مشروع ريال مدريد في كرة القدم يتمثل في تحقيق النتائج الجيدة والبطولات، إضافة إلى العروض الكروية الممتعة، وشوستر يستطيع الجمع بين العروض الجيدة والنتائج الإيجابية.
السنوات العجاف
* في السنوات العجاف.. كان النقاد يَعْزون الأسباب إلى كثرة النجوم في ريال مدريد.. كيف تنظر إلى هذا التحليل؟
ـ لا علاقة لكثرة النجوم بما حصل لفريقنا خلال السنوات الثلاث التي لم نحقق فيها البطولات. وقد حققنا العديد من الإنجازات بوجود النجوم، لكن ما حدث لنا يكمن في عدة أسباب، أهمها ترك المدرب القدير دل بوسكي قيادة الفريق، فضلاً عن رحيل ماكيللي وهييرو ومورنيتس وسولاري وغيرهم.. وفي ظل غياب هذه النخبة تعثر الفريق وتصدّعت صفوفه.
بيكهام والنجوم
* هناك زاوية أخرى قال من خلالها النقاد إن وجود بيكهام هو سبب الأزمة؟
ـ علينا أن نكون واقعيين، إن بيكهام جاء في الفترة التي ترك فيها معظم النجوم فريقنا، لذا بيكهام ليس مسؤولاً عما حصل لنا في السنوات العجاف، وبصراحة أقول كان الفريق رائعاً بوجود بيكهام، لكن النكسة بدأت عندما خسرنا نهائي الكأس عام 2004 من ريال سرقسطة، وهذه الخسارة أثرت علينا كثيراً وأثرت على صورة ريال مدريد.
* كيف رأيت قدوم بيكهام حينذاك إلى ريال مدريد؟
ـ عندما جاء بيكهام أثار ضجة إعلامية كبيرة سلطت من خلالها الأضواء على فريقنا ووضعتنا تحت ضغط كبير، لذا أقول إن موضوع كثرة النجوم لا علاقة له بالتراجع الذي حصل لنا قبل أن نستعيد قوتنا، وبيكهام بريء من السنوات العجاف.
* كيف تصف فترة دل بوسكي؟
ـ لعبت تحت قيادة دل بوسكي، وكذلك كيروش من بعده، وفي هذه الفترة طلبني تشلسي الإنجليزي، وتمت تسميتي حينذاك ضمن خمسين لاعباً مرشحاً لنيل الكرة الذهبية.. دل بوسكي كان مهماً جداً، وبعد تركه الفريق عانينا مشكلات كبيرة، وبخروجه مع الكابتن هييرو تركا فراغاً كبيراً داخل الريال، وكان من الصعب تعبئة الفراغ حينذاك. كان دل بوسكي شخصاً متواضعاً وخلق نوعاً من التآلف بين اللاعبين.
* لماذا المنتخب الإسباني ضعيف؟
ـ نحن دائماً نتعرض في إسبانيا إلى هذا السؤال.. لدينا دوري عظيم، لكن يوجد لاعبون أجانب كُثر، وهذا يؤدي إلى ضعف اللاعب الإسباني، وبالتالي تصبح خيارات المدرب صعبة بوجود هؤلاء الأجانب. كانت المنتخبات الإسبانية قوية جداً، وأنا أعتقد أن عقدتنا تكمن في ربع النهائي، ولابد من التخلص من هذه العقدة.
* ما الحل من وجهة نظرك؟
ـ دائماً ما تصب الترشيحات في خانة المنتخبات ذات التاريخ الكروي العريق مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين.. وأرى من الضروري أن نتعلم من إيطاليا التي خلقت فريقاً قوياً متجانساً ينافس على الألقاب.. نتعلم من إيطاليا كيف نستطيع تحقيق الفوز في ربع النهائي ونصف النهائي والوصول إلى النهائي.
* دعنا نعود إلى المنافسات المحلية.. كيف تنظرون إلى مشكلات برشلونة الحالية؟
ـ لا نتكلم نهائياً عن هذه المشكلات، لأننا مررنا بالظروف نفسها، ونحن نعرف أن مثل هذا يحصل في كرة القدم.. مثل هذه الظروف التي تعد من الفترات الصعبة ويمكن أن يمر بها أي فريق، يبقى فريق برشلونة منافسنا الأول، لأنه فريق له تاريخ ولديه لاعبون كبار.
* اختار الإنجليز كابيللو مدرباً لمنتخبهم.. هل يتحملون صرامة هذا المدرب؟
ـ كابيللو تغيّر كثيراً، وكابيللو ليس كما هو قبل عشر سنوات، الآن لا يتشنّج كثيراً، لكنني أعتقد أن هذا الرجل سينجح في قيادة الكرة الإنجليزية وسيحقق لها إنجازات جيدة وسيجعل المنتخب الإنجليزي يعرف كيف يدافع أكثر.
* في مباراتكم مع يوغسلافيا في أمم أوروبا 2000، حولتم خسارتكم إلى فوز في الدقائق الأخيرة.. بماذا تذكرك هذه المباراة؟
ـ كنا في موقف حرج، ولا شيء ينقذنا غير الفوز، وحتى الدقائق الأخيرة كنا متأخرين 2/3، لكن في الوقت بدل الضائع وفي الدقيقة 93 سجلنا هدف التعادل عن طريق ركلة جزاء نفذها منديتا، وفي الدقيقة 95 سجل لنا الفونسو هدف الفوز.. كانت فرحتنا عارمة، والفريق بدأ يزحف على الأرض وكأننا ربحنا النهائي.. كانت تلك المباراة درساً في الإصرار على الفوز.
* هل يمكن أن تلعب في إسبانيا مع غير ريال مدريد؟
ـ هذا ليس من أهدافي، وهدفي أن أنهي مشواري الرياضي في ريال مدريد.
* ولماذا رفضت عرض ميلان؟
ـ السبب نفسه الذي أشرت إليه.
* هل يعني أنك بعد انتهاء عقدك مع ريال مدريد عام 2010 لن تلعب لأي فريق؟
ـ لديّ رغبة في اللعب في الدوري الإماراتي، ورغبتي كبيرة في أن أجد مكاني مع أحد الأندية.
* وأي الأندية ترغب اللعب فيها؟
ـ أرغب في الانضمام إلى أحد أندية دبي، على أن يكون من الأندية التي تحقق بطولات، ومن الأندية التي لها جماهيرية في البلد.
* لماذا أندية دبي تحديداً؟
ـ لقد أحببت دبي حباً جمّاً، وأحببت العادات والتقاليد والثقافة العربية.. دبي تسحرني، وأتمنى أن أقدم خدماتي لها، خاصة بعد سنوات الخبرة التي قضيتها في ملاعب الكرة، وخاصة مع ريال مدريد.
* بماذا تنصح اللاعبين الإماراتيين؟
ـ عليهم أن يعملوا بشكل جدي، وعليهم أن يزيدوا من محبة الجمهور لكرة القدم، وعليهم أن يغرسوا هذا الشعور في نفوس المشجعين. وعندما يلتزم اللاعب الإماراتي بالتدريب ويطبق الاحتراف بصورة دقيقة، فإن أبواب الدوريات الأوروبية ستفتح أمامه.
* هل تتابع احتراف اللاعبين الأجانب في الخليج والإمارات؟
ـ نعم، تابعت هذا الأمر منذ احتراف باتيستوتا في قطر، وحالياً أتابع احتراف الهولندي كوكو في فريق الجزيرة.
* كيف ترى هذا الاحتراف من وجهة نظرك؟
ـ هؤلاء نجوم كبار ولديهم خبرات واسعة في مجال كرة القدم، لكنني أتمنى الاستفادة منهم أكثر، فعلى سبيل المثال يمتلك الهولندي كوكو خبرات وتجارب كبيرة، لذا يفضل الاستفادة من هذه الخبرات ليس مع الفريق الأول فحسب، بل مع الناشئين، وأن يشرف على مدارس تعليم الصغار في النادي..
أعتقد أن الاستفادة من خبراتهم في تنشئة البراعم ستكون عالية المردود لو طبق هذا الأمر، إضافة إلى تقديم الخدمات ضمن صفوف الفريق الأول، وعندما أحقق رغبتي في اللعب مع فريق إماراتي سأسعى إلى تنفيذ مثل هذا المشروع.
صداقة حسن غلاونجي
يرتبط سلغادو مع حسن غلاونجي بعلاقة صداقة حميمة، ويتواصلان دائماً، ويقول سلغادو: «إن صديقي حسن علمني وحببني بالثقافة العربية، كما أنه حرص على أن يفتح أمامي المطبخ العربي، لذا أحببت الأكلات العربية ومنها الشعبية مثل الحمص والفلافل والكباب الحلبي»، ووعد سلغادو بتناول السمك العراقي في الزيارة المقبلة.
ويضيف سلغادو أنه سعيد بأن يكون له صديق عربي مثل حسن يمتلك هذه الأخلاق الرفيعة والكرم وحسن الضيافة، وكذلك يشدني إلى حسن تشجيعه الدائم لفريقنا ريال مدريد.. لذا حملت له قميص الفريق وعليه تواقيع النجوم، فهو يرتبط بعلاقات جيدة مع الآخرين في فريقنا.
فرح ماريا
ظهرت على وجه ماريا زوجة سلغادو علامات الفرح خلال وجودها في دبي، فهي تحرص مثل زوجها على قضاء احتفال أعياد الكريسماس في دبي، وقد أحيطت برعاية كبيرة من المحيط الذي حولها ومن الأصدقاء.
بروفايل
الاسم: ميشيل أنخيل سلغادو فيرنانديز
الميلاد: 22/10/1975 (32 سنة)
مكان الميلاد/ إس تيفيز في ضواحي سلتا فيغو ـ إسبانيا
الطول: 173 سم
ألقاب
ـ بطولة الدوري الإسباني 3 مرات ـ 2001 ـ 2003 ـ 2007
ـ كأس الاتحاد الأوروبي مرتين ـ 2000 ـ 2002
ـ كأس القارات ـ 2002
ـ كأس السوبر الأوروبي 2002
ـ وقَّع في كشوفات ريال مدريد مقابل 11 مليون يورو عام 1999 وساهم في فوزه بدوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2002 ومعه كأس القارات 2002.
المركز: مدافع أيمن
النادي الحالي: ريال مدريد
رقم الفانيلة: 2
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1197553840610&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail